فقدان الشغف في الحياة

حماس الفرد يعتبر بمثابة المحرك الأساسي للفرد فهو الذي يقوم بمنحه كل من القدرة والرغبة والحماس علي مواجه الحياة بمتاعبها والاحساس بمتعتها وتخطي مشاكلها والتغلب عليها فهو السر وراء شعور الفرد بكل من السعادة بالإضافة الي انه الحافز وراء كل من الاجتهاد والعمل والرغبة القوية لعمل شيء يحبه الفرد ويعزم على تحقيقه كما من الممكن ان يتم اعتباره أيضا بمثابه الدافع الذي يملك كل من الطاقة والحماس مع اليقين بالنجاح ومن الممكن ان يرتبط بهواية معينة كالرسم والعزف أو إحدى الرياضات أو قد يرتبط بالسفر حول العالم أو التفوق الدراسي ولكن بالرغم من كافة ما سبق فقد تطرأ على الفرد ظروف صعبة تجعله يفقد هذه الطاقة وهذا الحماس وهذا ما يعرف بمرحلة فقدان الشغف في الحياة لذلك سوف يكون هذا هو موضوع مقالنا اليوم.

فقدان الشغف في الحياة :

تعتبر مرحلة فقدان الشغف من اصعب المراحل التي من الممكن ان يمر بها الفرد علي الاطلاق حيث يشعر خلالها الفرد بكل من التعب والارهاق فيكون غير قادر علي اكمال المهام المطلوبة منه فيبدأ في الدخول بحالة من الفتور والملل بالإضافة الي عدم القدرة علي الاندفاع نحو الهدف وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تشكل مصدر سعادة للفرد فهذا الإحساس يمر به كل شخص مرة واحدة على الأقل في حياته وهي مرحلة صعبة وخطيرة وتفاصيلها كثيرة وتسمى في علم النفس بنقصان الدافعية وسوف نتعرف علي كل من اعراضها واسبابها بشكل مفسر في فقرات المقال التالية.

تعرف علي المزيد من المعلومات الهامة هنا أيضا : ماهو فقدان الشغف

أعراض فقدان الشغف :

يوجد لهذه المرحلة العديد من الاعراض التي قد تظهر علي الفرد ويستدل من خلالها علي اصابته بهذه المرحلة واحيانا ما تصيبه هذه الاعراض بالدخول في نوبة من الاكتئاب ومن خلال هذه الفقرة سوف نتعرف علي ابرز هذه الاعراض وهي كما يوضح لنا في النقاط التالية :

  • الميول للتفكير بشكل سلبي : يجب ان تعلم عزيزي ان في حالة قيام الشخص بالتفكير في كافة الأمور التي توجد حوله بشكل سلبي دون التمعن فيما هو إيجابي يعتبر من ابرز اعراض فقدان الشغف حيث يخسر حينها الفرد إيمانه بأنه قادر على مواصلة السير نحو تحقيق هدفه وكأن لا شيء في هذه الحياة يستحق أن نعافر من أجل الحصول عليه.
  • التعرض الي حالة من الذعر والقلق الدائم : فالقلق عزيزي القارئ يعتبر حالة من عدم الاطمئنان والارتياح وفي بعض من الأوقات يشير الي فقدان الشغف حيث يؤمن الشخص حينها بأنه شخص فاشل من كافة المقاييس ولا يستطيع تحقيق أهدافه.
  • الشعور بالفتور : وفي الغالب يصاحب هذه الشعور الإحساس بعدم القدرة علي القيام بأي شيء حتي ولو كان هذا الشيء يتمثل في النهوض من الفراش فيكون حمل ثقيل علي الفرد وكأنه يحتاج الي جهد كبير للقيام بهذا الشيء  كما يعمل على قتل الحماس الذي بداخله على مهلٍ كذلك يجعله يخسر نفسه.
  • الإحساس بالملل : حيث تصبح  في هذه الحالة كافة الأشياء التي كانت موضع إثارة للفرد والتي تشعل مصباح الحماس بداخله مِن أكثر الأشياء مللًا في الحياة.
  • الأرق : حيث أن المشكلة التي تواجه الشخص في عدم النوم من الممكن ان تكون ناتجة عن كثرة التفكير الزائد في كل الأشياء من حوله مما يجعله أكثر قلقًا بشأن حياته وهذا ما قد يتسبب في فقدان الشغف.
  • الشعور بالندم : ويكون ذلك الشعور ناتج عن كون الشخص مخطئًا في اختياراته للطرق التي يود السير على نهجها لتحقيق هدفه فيلوم نفسه على هذا الاختيار ويضعها بين دوامة من الأسئلة عن لماذا اخترت هذا الطريق دون غيره مما يشعره بضياع الفرص والندم على ما قد ضاع من بين يده كما يفقده حماسه.
  • كثرة النزاعات : حيث أن حياة الفرد التي تكون مليئة بكل من الملل والندم تجعله أكثر توترًا ورغبة في تفريع السلوك السلبي الذي يوجد بداخله مما يدفعه إلى إخلاق العديد من الخلافات مع الأشخاص المحيطين به.

تعرف علي المزيد من المعلومات الهامة هنا أيضا : أهداف الإنسان الناجح

ما هي أسباب تعرض الشخص للدخول في هذه المرحلة ؟

تختلف وتعدد الأسباب التي من الممكن ان تتسبب في دخول الفرد في هذه المرحلة الصعبة ومن خلال هذه الفقرة سوف نتعرف علي ابرز هذه الأسباب وهي كما يوضح لنا في النقاط التالية وهي كالاتي :

  • الإرهاق : فمهما بلغ اهتمامك بأمر ما عندما تعمل بجهد كبير أو لفترة طويلة جدًا أو بدون دعم كافي فقد ينقلب شعورك إلى الضدّ ويؤدّي كل ذلك إلى الشعور بكل من الإرهاق والإحباط وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتع بها.
  • الإجهاد : فمن الممكن أن يؤدي التعب المزمن إلى الشعور بالإجهاد الجسدي او العاطفيّ مما يجعل من الصعب أن يجد الشخص المتعة خلال ممارسته لأنشطته المفضّلة.
  • التغييرات الحياتية : من الممكن أن تساهم الأحداث القادحة التي تؤثر على مجرى حياة الفرد مثل الانفصال عن الشريك أو فقدان الوظيفة أو الانتقال إلى مكان غير مألوف في حدوث تحول في الأولويات أو الاهتمامات الخاصة به مما يؤدي إلى فقدان الشغف بالأشياء التي كانت مهمة في السابق.
  • غياب التحدي : في حالة إذا لم يعد الفرد يتعرض الي التحدي أو ما يعرف أيضا بالتحفيز من خلال أنشطته المفضلة سابقا فقد يبدأ في الشعور بالملل أو عدم الاهتمام إزاءها.
  • الاضطرابات الصحية : من الممكن أن تؤثر كل من المشاكل الصحة البدنية أو العقلية على مستويات كل من الطاقة او المزاج او الرغبة في إتمام المهام مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تعرض الشخص الي الدخول في هذه المرحلة الصعبة.
  • التجارب السلبية : في حالة إذا واجه الشخص نتائج سلبية أو تعرض الي أحداث غير سارة خاصة تلك الاحداث التي كانت تتعلق بنشاط كان يستمتع به فقد يتسبب ذلك بطريقة غير مباشرة في تعرضه الي الدخول في هذه المرحلة الصعبة.
  • التغييرات في القيم : عندما تنمو شخصية الفرد وتتغير ويكتسب قيما وقناعات جديدة فمن الممكن ان تتغير معها أولوياته مما يؤدي إلى الدخول في حالة من الملل وعدم وجود حماس نحو القيام بالأشياء التي كانت مهمة بالنسبة له من قبل.

تعرف علي المزيد من المعلومات الهامة هنا أيضا : تجربتي مع البابونج للاكتئاب

الآثار المترتبة علي فقدان الشغف :

يوجد هناك العديد من الاثار السلبية التي من الممكن ان تنتج عن فقدان الشخص للشغف خاصة في حالة اهماله لهذه المشكلة وعدم القيام بحلها وسوف نتعرف من خلال هذه الفقرة علي ابرز الاثار المترتبة علي فقدان الشغف في الحياة وهي كما يوضح لنا في النقاط التالية :

  • العصبية : فإن فقدان الشخص للشعف او شعوره بالفشل من الممكن ان يؤدي إلى انفعال الشخص وجعله شخصاً عصبياً يتأثر بأي شيء وذو ردود أفعال حادة وغير متوقعة.
  • الحقد : حيث انه من الممكن أن يصبح الفرد حقوداً علي من حوله أي انه من الممكن ان يتمنى أن يفشل كافة من حوله من أجل ان يشعر بأنه ليس هو الشخص الفاشل الوحيد.
  • عدم المبالاة : من الممكن أن يتسبب في الشعور باللامبالاة تجاه أي شيء فلا يشعر بالسعادة أو الحزن أو الحماس أو الندم على أي شيء ويصبح عندئذ شخص مجرداً من المشاعر.
  • الرغبة بالعزلة : فمن الممكن أن يصل الشخص في هذه الحالة إلى الدخول في المرحلة التي يعتزل فيها كافة من حوله خوفاً من نظرة المجتمع له بأنه إنسان فاشل عجز عن تحقيق أهدافه.
  • عدم القدرة على اتخاذ قرار : فمن الممكن ان يجد الشخص صعوبة في اتخاذ القرارات في حياته وذلك لعدم ثقته بهذه القرارات إذا ما كانت صحيحة أم لا.
  • التفكير بالانتحار : عندما يكون فقدان الشغف ناتج عن الاكتئاب فإن ذلك من الممكن ان يؤدي شعور الشخص في الرغبة بإنهاء حياته والتفكير بالانتحار وهو أخطر آثاره السلبية الناتجة عن الاكتئاب خاصة في حالة تطور الحالة دون القيام بعلاجها.

الآثار المترتبة عليه

تعرف علي المزيد من المعلومات الهامة هنا أيضا : أشياء تساعد على النوم وعدم التفكير

نصائح هامة تساهم في علاج هذه المشكلة :

في حالة اذا كنت مصاب بهذه المشكلة فلا تقلق حيث انه بيدك أن تقوم بتغير حالتك ومن خلال هذه الفقرة سوف نتعرف علي اهم الأشياء التي سوف تساعدك في الخروج من هذه الحالة وهي كما يوضح لنا في النقاط التالية :

  • أخذ قسطً من الراحة : في بعض الأحيان من الممكن ان يكون كل ما تحتاجه اليه هو بعض من الوقت بعيدًا عن نمط الحياة المعتاد لإعادة شحن طاقتك واسترجاع تركيزك فلابد من ان تأخذ في عين الاعتبار الابتعاد لمدة معينة عن أنشطتك المعتادة واستكشاف هوايات أو اهتمامات جديدة أو قم ببساطة بالاسترخاء وإعادة التواصل مع نفسك.
  • أعادة الاتصال بالقيم : ومن الممكن ان يتم ذلك من خلال قيام الشخص بإعداد قائمة في ذهنه أو على الورق يدون فيها كل القيم الأساسية بالنسبة له  فمن الممكن أن يساعده ذلك في تحديد وتغيير الأنشطة بما يتوافق مع قيمه كما ان ذلك يعيد إشعال شغفه من جديد.
  • تجريب أشياء جديدة : خلال فترة ابتعاد الفرد عن أنشطته المعتادة من الممكن أن يقوم بالاطلاع على الأنشطة أو الهوايات التي أجّلها أو ربما نسيها لطالما كان مهتما بها ولم يكن لديه الوقت أو الفرصة لتجربتها فهذه الخطوة من الممكن ان تساعده في اكتشاف اهتمامات ومصادر سعادة جديدة.
  • قم بتحديد أهدافك : من الممكن أن يكون لتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها دور في توليد دوافع جديدة في ذات الفرد وإعطائه إحساسًا بالتحدّي والتحفيز لذلك يجب عليك التأكد من توافق أهدافك مع قيمك واهتماماتك.
  • ممارسة الرعاية الذاتية : فمن الممكن ان يساهم الاهتمام بكل من الحالة الصحية او العاطفية على الشعور بالكثير من النشاط والحماس وقد يتضمن ذلك أمور من الممكن ان تتحول بحد ذاتها إلى هوايات مثل ممارسة التمارين الرياضية والأكل الصحي وممارسة تقنيات التأمل.
  • الابتعاد عن السلبية : فلابد من ان يعيش الفرد وسط بيئة سوية تدعمه وان يبتعد عن كافة الأشياء السلبية سواء في بيئة العمل أو الأسرة أو حتى المجتمع خاصة في حاله اذا كان لا يقدر جهودك وتضحياتك فربما يكون السبب وراء فقدانك لشغفك هو رد الفعل والتجاوب السلبي وربما انعكس ذلك على نفسيتك فأصبحت تتبنى هذه الأفكار لذلك حاول النظر إلى اهتماماتك من منظور جديد وربما من وجهة نظر مختص.
  • اطلب الدعم : في حاله اذا استعصى عليك الأمر بمفردك او افتقرت إلى العزيمة فقوم بمشاركة ذلك مع أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة أو أخصائي الصحة النفسية وتحدث معهم عن مشاعرك وتجاربك فمن الممكن ان يكونون قادرين على تقديم رؤى ونصائح وموارد تكون بمثابة الخطوة الأولى في طريقك لاستعادة حماسك من جديد.

لكن في كل الحالات يجب أن تتذكر عزيزي أن استعادة حماسك مره اخري هي عملية دقيقة وقد تستغرق بعض الوقت وتتطلب مقدارا من العزيمة والإصرار لذلك عليك ان تقوم بالتحلي بالصبر والرحمة ولا تخجل من طلب المساعدة المهنية في حالة إذا أحسست أنك في حاجة إليها ومع الوقت والجهد يمكنك إعادة إحياء حماسك من جديد أو خلق معنى وهدف جديدين في حياتك.

نصل من هنا الي ختام موضوع مقال اليوم الذي كان يحمل عنوان فقدان الشغف في الحياة علي امل أن نكون قد قدمنا لك عزيزي القارئ كافة المعلومات الهامة التي ترغب في التعرف عليها وذلك من خلال التعرف علي أعراض فقدان الشغف وما هي أسباب تعرض الشخص للدخول في هذه المرحلة ؟ والآثار المترتبة عليه بالإضافة الي التعرف علي بعض من النصائح الهامة التي من شأنها ان تساهم في علاج هذه المشكلة وفي حالة اذا كنت ترغب عزيزي القارئ في الحصول علي المزيد من المعلومات او طرح أي من التساؤلات او الاستفسارات فقط كل ما هو عليك ان تقوم بالتواصل معانا من خلال التعليقات و نستودعكم الله الي ان نلقاكم في مقال اخر بموضوع جديد و دمتم سالمين معافين ان شاء الله.

أضف تعليق