ملخص كتاب الموازنة بين الطائيين سوف نناقشه بالتفصيل، ونتعرف على العناوين والنقاط الأساسية التي تخص هذا الأمر في العموم ولماذا عليك قراءته.
ملخص كتاب الموازنة بين الطائيين
بالنسبة إلى هذا الكتاب، فهو يحمل إسمها الموازنة بين الطائيين، كما يحمل اسم الموازنة بين أبي تمام والبحتري، وفي كل الحالات، إن هذا الكتاب من تأليف أبو القاسم الحسن إبن بشر، الذي توفي في عام 371 من الهجرة.
في جميع الأحوال، فإن هذا الكتاب من الأساس نلاحظ بأنه يقارن ما بين أولئك الشعراء المذكورين، ويناقش الكثير من التفاصيل فيما بينهم عن طريقهم في إلقاء الشعر على التأليف و عن المساوئ والمحاسن وغيرها الكثير.
بالإضافة أيضا إلى أن تركيز هذا الكتاب الأساسي كان على المذاهب المميزة التي تكونت في القرن الثالث الهجري، وذلك يشمل مذهب أبي تمام الذي كان يعني الطعم قبل معاني، وكان يسرف ويبالغ فيها بالمحسنات البديعية.
ولكن على الجانب الآخر، بالنسبة إلى بذهب المحترف، كان يحز حزو الأوائل، حيث كان يعتني بحلاوة الله، وكان يعتني بلقاء وجمال العبارة، ويستخدم المحسنات البديعية، ولكن ليس بمبالغة كبيرة مثل أبي تمام.
وبالنسبة إلى المنهج المتبع في النقد فيقول الآمدي، وهو مؤلف الكتاب، بأن هناك المزيد من التفاصيل التي يناقشها، حيث أشار بالتفصيل قائلا “«أنا أذكر — بإذن الله الآن في هذا الجزء — المعانيَ التي يتفقُ فيها الطائيَّان، فأُوازِن بين معنًى ومعنًى، وأقول أيُّهما أشعرُ في ذلك المعنى بعَينه، فلا تطلبني أن أتعدَّى هذا إلى أن أُفصِحَ لك بأيِّهما أشعَرُ عندي على الإطلاق؛ فإني غيرُ فاعلٍ ذلك”
كما أشار أيضا أن هذا من النغمات الجديدة في تاريخ النقد العربي، و الذي ألفناه، كما أنه تحدث فيه سكر العديد من التفاصيل والمقارنات المختلفة، ما بين ذلك وذاك.
ومن ضمن المقارنات التي أشار إليها في الملخص، حيث أنه قال “وأنا أبتدئُ بما سمعتُه من احتجاج كلِّ فرقة من أصحاب هذين الشاعرَين على الفرقة الأخرى، عند تَخاصُمِهم في تفضيلِ أحدهما على الآخر، وما يَنْعاه بعضٌ على بعض؛ لتتأمَّلَ ذلك وتزدادَ بصيرةً وقوة في حُكمك، إن شئتَ أن تحكم، واعتقادِك فيما لعلك تعتقدُ احتجاجَ الخَصمَين به.”
مع انه.لم يكتفي بذلك، بل كان يعمل على ذكر فشو ذكر الكثير من التفاصيل، وذكر الأشياء المختلفة التي يريد قولها عن هذا الأمر. وفي نهاية الفصل تحدث أيضا قائلا تم احتجاجُ الخَصمَين بحمد الله، وأنا أبتدئُ بذِكر مَساوئ هذين الشاعرَين لأختمَ بذكرِ مَحاسنِهما، وأذكر طرَفًا من سرقات أبي تمام وإحالتِه وغلَطِه وساقطِ شِعره، ومساوئ البحتريِّ في أخذِ ما أخَذه من معاني أبي تمام، وغير ذلك مِن غلطٍ في بعض معانيه، ثم أُوازن من شِعرَيهما بين قصيدتين إذا اتفَقَتا في الوزن والقافية وإعرابِ القافية، ثم بين معنًى ومعنًى؛ فإنَّ مَحاسنهما تظهر في تضاعيفِ ذلك وتنكشف، ثم أذكر ما انفرد به كلُّ واحدٍ منهما فجوَّد مِن معنًى سلَكَه ولم يسلُكْه صاحبُه. وأُفردُ بابًا لما وقع في شِعرَيهما من التشبيه وبابًا للأمثال أختمُ بهما الرسالة، وأضعُ ذلك بالاختيار المجرَّد من شِعرَيهما، وأجعله مؤلَّفًا على حروف المعجم لِيَقرب مُتناوَلُه، ويَسهلَ حِفظُه، وتقعَ الإحاطةُ به.”
ومن المعلومات السابقة، سوف نستخلص بأن أبو القاسم يعتبر من الكتاب المميزين، حيث أن أقواله تؤكد على روحه في الدراسة، وأنها روح ناضجة ومنهجية، وتعمل على اختيار ما يتم في الوقت المناسب.
كما قارن أيضا ما بين البحث روما بين أبوه تمام في الشعر فيما بينهما، وكان يطلق الحكم ويفصل إحداهما على الآخر فيما يرفضه، وقال “ولستُ أُحب أن أُطلِقَ القول بأيِّهما أشعرُ عندي؛ لِتَبايُن الناس في العلم، واختلافِ مذاهبهم في الشعر، ولا أرى لأحدٍ أن يفعل ذلك فيستهدفَ لذمِّ أحد الفريقين؛ لأن الناس لم يتَّفقوا على أيُّ الأربعة أشعَر: امرِئ القيس والنابغةِ وزُهيرٍ والأعشى، ولا في جريرٍ والفرزدَق والأخطل، ولا بشَّارٍ ومَرْوان، ولا في أبي نُواسٍ وأبي العَتاهِيَة ومُسلِم؛ لاختلاطِ آراء الناس في الشعر، وتبايُنِ مَذاهبهم فيه. فإن كنتَ — أدام اللهُ سلامتَك — ممَّن يُفضل سهلَ الكلام وقريبَه، ويُؤثِر صحةَ السَّبْك، وحُسن العبارة، وحُلو اللفظ، وكثرةَ الماء والرَّونق؛ فالبحتريُّ أشعرُ عندك ضرورةً، وإن كنتَ تميل إلى الصَّنعة والمعاني الغامضة التي تُستخرَج بالغَوص والفكرةِ ولا تَلْوي على غيرِ ذلك، فأبو تمام عندك أشعرُ لا محالة. فأمَّا أنا فلستُ أُفصِحُ بتفضيل أحدهما على الآخَر، ولكني أُقارِن بين قصيدتَين من شعرهما إذا اتفَقَتا في الوزن والقافية وإعرابِ القافية، وبين معنًى ومعنًى، فأقول أيُّهما أشعَرُ في تلك القصيدةِ وفي تلك، ثم احكُمْ أنت حينَئذٍ على جملةِ ما لكلِّ واحد منهما إذا أحَطتَ علمًا بالجيِّد والرديء”
وفيما بعد ذلك، يأتي فصل آخر، وهو فصل الزوق والتعصب، ويتحدث في هذا الفصل عن العديد من الأمور، وأن التعصب من الانحياز، وبالتالي يعني أننا نتعصب إلى الأمور التي انحازوا إليها، فلا طرفيه إلا الخير، ولكن في الحقيقة هذا ليس اختيارا مناسبا بالطبع.
ولكن على الجانب الآخر يؤكد الكاتب بأن كل ناقد من الطبيعي أن يكون لديه بعض الأوراق المختلفة التي تشير إلى هذا وإلى ذاك، وذلك لا يعتبر تناقضا، ولا يعتبر تعصبا، بل هو رأي وحق لكل ناقد، بما في ذلك أبو القاسم نفسه.
وبالنسبة إلى جزئية تحقيق النصوص ونسبتها، فنرى أن المؤلف يعود إلى النسخ القديمة، ويحقق في الأبيات، كما يشير أيضا إلى العديد من التفاصيل المختلفة التي كانت في النسخ القديمة، وذلك وفق المعلومات التي تحدث فيها في الصفحة 89.
ونرى أن هي كمل بعد ذلك في الحديث عن تحقيق النصوص ونسبتها، وفي الصفحة 165 يتحدث قائلا “وما رأيتُ شيئًا ممَّا عيبَ به أبو تمام إلا وجدتُ في شعر البحتريِّ مثلَه، إلا أنه في شعر أبي تمام كثير، وفي شِعر البُحتري قليل. ومن ذلك اضطرابُ الأوزان في شعر أبي تمام، وقد جاء في شعر البحتري بيتٌ هو عندي أقبحُ من كل ما عِيبَ به أبو تمام في هذا الباب، وهو قوله:ولماذا تتَّبعُ النفسُ شيئًا جعَل الله الفردوسَ منه بَواء؟”
كما أن أبو القاسم لا يكتفي في النقد الخاص به على المعلومات وعلى رأيها الشخصي فقط، بل هو يعود إلى مراجعات السابقين حتى يدرسها، ويعمل على تجميع الصورة الكاملة من كل النواحي.
حيث أشار في هذا الأمر، قائلا “أكثر مَن شاهَده ورآه مِن رواة الأشعار المتأخرين يزعمون أن شعر أبي تمام حبيبِ بن أوسٍ الطائي لا يتعلق بجيدِه جيدٌ مثله، ورديئُه مطروحٌ ومرذول؛ فلهذا كان مختلفًا لا يتشابه، وأن شِعر الوليد بن عُبَيد الله البُحتريِّ صحيحُ السَّبْك، حسَنُ الديباجة، ليس فيه سَفاسفُ ولا رديء ولا مطروح؛ ولهذا صار مستويًا يُشبه بعضه بعضًا” وقال أنه وجدهم “أكثر مَن شاهَده ورآه مِن رواة الأشعار المتأخرين يزعمون أن شعر أبي تمام حبيبِ بن أوسٍ الطائي لا يتعلق بجيدِه جيدٌ مثله، ورديئُه مطروحٌ ومرذول؛ فلهذا كان مختلفًا لا يتشابه، وأن شِعر الوليد بن عُبَيد الله البُحتريِّ صحيحُ السَّبْك، حسَنُ الديباجة، ليس فيه سَفاسفُ ولا رديء ولا مطروح؛ ولهذا صار مستويًا يُشبه بعضه بعضًا”
كما أكمل الحديث عن المزيد من التفاصيل الأخرى، مثل كيفية علاج القضايا العامة والمحاججة بين الفريقين، بالإضافة أيضا إلى الحديث عن السرقات، وبالإضافة أيضا إلى دراسات النقد الموضوعي، كما ناقش أبو القاسم كذلك دراسة الأخطاء المختلفة الموجودة مابين الشاعرين.
بالإضافة إلى الحديث عن المزيد من التفاصيل الأخرى، مثل وسائل النقد التي اتبعها، وبالإضافة إلى دراسة الأخطاء في الألفاظ والمعاني، وتحدث عن الفتنة النفسية، وتحدث كذلك عن الخبرة بالأشياء ومعرفته النحوية، وغيرها الكثير من التفاصيل عن اللغة لا يقاس عليها.
وفي جميع الأحوال، إن هذا من الكتب المميزة التي تناقش المزيد من التفاصيل المختلفة، ونحن ننصح بقراءة الكتاب لما فيه من معلومات قيمة ومميزة.
للمزيد من الفائدة نرشح لك المقال المميز:
القضايا النقدية في كتاب الموازنة بين الطائيين
إن هناك العديد من القضايا النقدية التي تم مناقشتها في الكتاب، حيث اعتمد أبو القاسم على رأيه وعلى المزيد من الآراء الأخرى، كما كان يحاول أن يجعل كل الأمور عادلة قدر الإمكان بدون أي تحيز من حياة أي شخص.
وفي كل الحالات، سوف نرى بأن هناك بعض الآراء المختلفة التي جاءت عن هذا الأمر، وذلك من الأمور الطبيعية بالطبع، لأن النقد في النهاية قد يكون هناك اختلاف في الأوراق، وذلك وفق التفاصيل التي ذكرت في السطور السابقة من المقال.
تأكد من قراءة المقال التالي لفائدة أكبر بكثير:
بطاقة قراءة لكتاب الموازنة بين الطائيين للآمدي
إذا كنت تريد قراءة الكتاب، فنحن ننصح بتحميل حتى يتسنى إليك متابعة كل الكتاب من حين إلى آخر، لأنه كتاب كبير يناقش الكثير من التفاصيل، ولن تستطيع تجميعه في مرة واحدة بالطبع.
وفي كل الحالات، إن هذه لا تعتبر مشكلة، لأن الكتاب متاح على الإنترنت بكثرة، كما يمكن الوصول إليه بسهولة من خلال العديد من المواقع التي تتيحه.
لتغيير حياتك وتكون إنسان أفضل، عليك بقراءة المقال:
أهمية كتاب الموازنة
سوف نرى بأن هناك العديد من النظرات التحليلية المختلفة لهذا الكتاب، ولكن بعيدا عن كل ذلك، سوف نرى بالفعل بأن هذا الكتاب مهم، لإنه في الأساس يتحدث عن النقد على أساس إثبات فحولة الشعراء وتنظيمهم بالنظر إلى نظهم المتبعة.
وذلك من الأمور التي سوف نراها عندما نعمل على أنظر إلى ذلك الكتاب نظرة أشمل وأكثر تعقيبا بشكل كامل، حتى نستطيع الوصول للنتيجة التي نريد.
وبعد أن قمنا بمناقشة الكثير من التفاصيل المختلفة التي تخص هذا الأمر، والتي تخص الإجابة على ملخص كتاب الموازنة بين الطائيين ، نكون وصلنا إلى الختام، وتذكروا قراءة الكتاب، لأنه كتاب ضخم ومميز فيه الكثير من المعلومات الشيقة.
ومن خلال موقع طور نفسك نرشح لك قراءة هذا المقال أيضا: