فنون الكلام بشكل عام، تعتبر من الفنون الرئيسية التي انتشرت لها بعض الكتب وبعض المحاضرات المختلفة، بسبب أهمية الردود، لأنها من الأشياء التي نستعملها كثيرا في حياتنا اليومية، ولكن مع التطور التكنولوجي وصلت المحادثات على وسائل التواصل أو على تطبيقات المحادثات لنفس الاهمية تقريبا.
وأما فن الرد في الشات أصبح من الفنون التي يرغب البعض بالتعرف عليها بالأخص مع الانتشار الكبير لوسائل التواصل وكثيرة التواصل في برامج الشات، وفي هذا المقال سوف نتعرف بالتفصيل على بعض النصائح التي تسهل التواصل خلال الشات.
فن الرد في الشات
قد يعتقد الكثيرون أن هناك اختلافات كثيرة ما بين فنون الرد التقليدية وما بين فنون الرد في المحادثات الإلكترونية، ولكن الحقيقة أن الفروقات بالطبع هي موجودة ولكنها ليست بالفروقات الضخمة جدا كما يعتقد البعض.
ولذلك سوف نتحدث عن مجموعة من الردود ومجموعة من النصائح التي سوف تكون مفيدة جدا عند الحديث في الشات أو على الكتابة بشكل عام.
الشات بلا مشاعر:
من أهم النصائح التي تؤخذ بعين الاعتبار عندما تحاول الحديث مع أي شخص في الشات، ذلك لأن المحادثات وجها لوجه من الطبيعي أن تكون مختلفة في جزئية المشاعر، باعتبار أن الكلمات المكتوبة لا تقوم بإظهار أي مشاعر للطرف الآخر أبدا.
وبالتالي من المهم أن تكون حريصا على التعبير عما يجول في خاطرك بطريقة واضحة، لأن بعض الناس قد يفهمون ما تقصد بطريقة مختلفة تماما، وذلك لأن الشات كما ذكرنا لا يحتوي على مشاعر.
على سبيل المثال، عندما تقابل أي شخص في الحياة الواقعية وتقول له أنت أحمق وتضحك، فهو سوف يفهم انك تمزح وسوف تسير الأمور على ما يرام بينكم، بينما على الشات فإذا قلت أنت أحمق وسكت بعدها، فهنا قد تكون مشكلة كبيرة وقد تؤدي إلى مشاكل أخرى إذا فهمها الطرف الآخر وكأنها شتيمة. بالتالي تذكر دائما الحفاظ على عقليتك أن تكون واضحة، وأن يكون كلامك واضحا ومباشرا وليس غامضا، وأن تعلم ان المحادثات وجها لوجه مختلفة عن الشات.
الإيموجي:
الرموز التعبيرية هي من الرموز المهمة جدا التي تعوض عن فكرة عدم وجود المشاعر في الشات، وبالتالي يمكن استعمالها على سبيل إطفاء بعض المشاعر في المحادثة بينك وبين الطرف الآخر.
علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن الإيموجي تعتبر اختيار ممتاز أثناء الحديث، لكن يفضل أن يتم استعمالها بحرص من حيث يجب تجنب المبالغة في استعمالها، ويجب تجنب تقليل استعمالها، لأن الأمر يجب أن يكون بالتوازن فقط.
لا تختصر الكلام:
لأن الشات كما علمنا لا يحتوي على مشاعر، وبالتالي فإنك عندما تقوم باختصار الكلام فقد يرسل ذلك إلى الطرف الآخر رسالة غير مباشرة بأنك لا تريد اكمال الحديث، وبالتالي حاول أن تكون المحادثة مستمرة إذا كنت تريد منها الاستمرار/ وليس أن تختصر ردودك حتى لا تغلق المحادثة.
الصبر:
تذكر دائما أنه ليس جميع الأشخاص يمتلكون مهارات جيدة في الكتابة بسرعة، وبالتالي لا تحاول ان ترد بسرعة على الطرف الآخر، بل يجب الصبر والانتظار حتى تتأكد من أن ذلك الشخص توقف عن الكتابة.
تجنب الخروج من المحادثة:
عندما تكون في محادثة ما على برنامج الواتساب او ماسنجر أو تليجرام أو أي موقع بشكل عام، فهذه المواقع تظهر أن الشخص الآخر قرا الرسالة أم استلمها، وبالتالي إذا كنتم تتحدثون في أمر ما مهم، فيجب أن تتجنب الخروج من المحادثة والعودة كثيرا حتى لا يفهم الشخص الآخر بأنك لا تهتم به أو تقلل من شانه أو أنك لا تريد الحديث.
التمهُّل:
يجب أن تتمهل في الحديث مع الشخص الآخر وهذه النصيحة متشابهة في فنون الرد في الحياة الواقعية أو في المحادثات الإلكترونية، وذلك حتى لا تندم على ما تقول لاحقا.
تجنُّب العناد:
من أنواع فن الرد في الشات، لأن العناد مع الطرف الآخر سوف يضعف موقفك وسوف يجعلك شخصا مزعجا، لأنك بالطبع لا تحب أن يعاند معك الشخص الآخر.
تعلم الكتابة بسرعة:
نصيحة في غاية الأهمية، لأن الحديث في الشات قد يكون مزعجا بالنسبة للبعض وبالأخص عندما يكون الشخص الآخر بطيء في الكتابة، وبالتالي يضطر للانتظار كثيرا مما يجعله يشعر بالملل بسرعة، وبالتالي يجب أن تكون سريعا في الكتابة حتى تكون الردود في وقتها.
لا تشتم:
تذكر دائما ان الشات قد يتم تسجيله بالكامل، وبالتالي فلا يجب أن يسهل استفزازك من الطرف الآخر، لأن البعض قد يسجلون المحادثات او قد يستعملونها لأي أغراض أخرى، وبالتالي تذكر دائما ان تكون حريصا على احترامك وحتى لو استفزك الطرف الآخر .
السرعة في اتخاذ القرار:
هذه النصيحة تعتبر أساسية في جميع فنون الرد بشكل عام، لأن المحادثة عندما تسير بشكل أطول وعندما يكون هناك صراع أو حاجة لاستعمال أحد الردود، السرعة في اتخاذ القرارات تعتبر نصيحة أساسية.
إبقاء التفكير صافياً ومستقيماً:
عندما تتحدث مع أي شخص في الشات، فيجب أن يكون الذهن صافيا ويجب أن تكون في مكان هادئ، لأن المحادثة تتطلب التفكير حتى تستطيع ايجاد الردود المناسبة، وبالتالي إذا كنت تشعر بالتوتر أو كنت في مكان لا تستطيع فيه الكتابة أو التركيز، فقد يؤدي ذلك إلى أن تكون ردودك ليست مناسبة في أي موقف تكون فيه.
للمزيد من الفائدة نرشح لك المقال المميز:
أمثلة على فن الرد
هناك عدد كبير من الأمثال المختلفة التي يمكن أن نحصل منها على الإلهام عندما نستعملها في فن الرد في الشات أو في فنون الرد بشكل عام وهي الامثلة التالية.
- قال رجل لبرناردشو: اليس الطباخ انفع للأمة من الشاعر أو الأديب ؟؟ فقال: الكلاب تعتقد ذلك ..!!
- وسأل ثقيل بشار بن برد قائلا: ماأعمى الله رجلا إلا عوضه فبماذا عوضك ؟ فقال بشار: بأن لا أرى امثالك …!!
- تزوج اعمى امرأة فقالت: لو رأيت بياضي وحسني لعجبت، فقال: لو كنت كما تقولين ما تَرَكَكِ المبصرون لي ..!!
- تشدقت امرأة امام صوفي (ارنو) بكثرة المعجبين بها وانهم يزعجونها، فقال صوفي: لكم هو سهل ابعادهم ايتها العزيزة … ماعليك سوى ان تتكلمي ..!!
- ويروى ان رجلا قال لإمرأته: ماخلق الله احب الي منك …. فقالت: ولا ابغض الي منك! فقال: الحمد لله الذي اولاني ما أحب وابتلاك بما تكرهين ..!!
- قالت نجمة انجليزية للأديب الفرنسي هنري جانسون: انه لأمر مزعج فأنا لا أتمكن من ابقاء اظافري نظيفة في باريس … فقال على الفور: لأنك تحكين نفسك كثيرا …!!
- قال كاتب مغرور لبرنادشو: انا أفضل منك، فإنك تكتب بحثا عن المال وانا اكتب بحثا عن الشرف .. فقال له برناردشو على الفور: صدقت، كل منا يبحث عما ينقصه ..!!
- كان سقراط عندما كان طفلا صغيرا لا يحب الاستيقاظ باكراً، وكانت أمه تصفه بالكسول ولا تحب هذا التصرف منه، لأنها كانت تحلم أن تراه يوماً تاجرا غنياً في البلد. وذات يوم ذهبت أم سقراط إلى المعلم تشكوه كسل ابنها سقراط، فاتفقت معه أن يسرد للطفل سقراط فوائد الاستيقاظ مبكراً بطريقة ذكية عسى أن يحب الاستيقاظ باكرا.فال المعلم لسقراط: سوف أقص عليك يا عزيزي قصة جميلة وتقول لي ماذا استفدت منها.فقال سقراط: حسناً.فقال المعلم: كان هنالك عصفورين أحدهما استيقظ باكراً وأكل من الحشرات وأطعم صغاره، والثاني استيقظ متأخرا فلم يجد حشرة يأكلها… ماذا استفدت من القصة يا سقراط؟!فأجاب سقراط : إستنتجت أن الحشرات التي تستيقظ باكراً تأكلها العصافير.
- يقول “عزيز سانجار” عالم الكيمياء التركي الحاصل على جائزة نوبل عام 2015. قالت لي زوجتي: أخرج القمامة يا عزيزي. قُلت لها: أنت ربة البيت وأنا حائز على جائزة نوبل!فقالت: أخرج القمامة خارج البيت يا عزيزي الحائز على جائزة نوبل.
- ذات يوم التقى ونسطون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا سنة 1940، مع المفكر جورج برنارد شو في لدن ، وكان برناردشو شخصا نحيفا جدا، فقال له تشرشل – وكان بدين الجسم وسمين جدا- : من يراك يا برنارد شو سيظن أن بلادنا تعاني من المجاعة.فقال له برنارد شو: ومن يراك يا تشرشل سيدرك سبب تلك المجاعة.
- التقى رجلان عند مدخل ممر ضيق لا يسمح إلّا بمرور شخص واحد. فقال أحدهما (وهو مغرور بعض الشيء) للآخر: تنحى .. فلم أتعود أن أتنحى للسفهاء! فتنحى الرجل الآخر مسرعاً وقال: أما أنا فقد تعودت على التنحي لهم فورا!
تأكد من قراءة المقال التالي لفائدة أكبر بكثير:
أسئلة طرحها الآخرون
بعد الانتهاء من المقال والتعرف على المعلومات الرئيسية التي تخص فن الرد في الشات، فسوف نكمل بالإجابة على مجموعة من الأسئلة التي تعتبر متعلقة بعنوان المقال للاستفادة منها.
- كيف تكون ردود ذكيه؟ ليس هناك قاعدة معينة يمكن أن تسير عليها، لأن الردود الذكيه تتطلب أن يكون الإنسان يمتلك سرعة في البديهة وسرعة في تحليل المواقف، ويمكن تلخيص النصائح في هذا الأمر هو أن تكون مفرط الانتباه وأن تركز جيدا وأن تكون هادئا حتى تستطيع التفكير أكثر من مرة قبل أن تقول أي كلمة.
- كيف ارد ردود بارده؟ ليس هناك قاعدة معينة الردود الباردة، كذلك لكن دائما ما يفضل أن تكون الردود الباردة ملحوظة بالهدوء والكلام الهادئ واختصار الكلام قدر الإمكان، لأن هدوءك يحمل نصف معنى البرود في الكلمة التي سوف تقولها.
- كيف تكون ردودي قوية؟ ذلك يشمل عدد كبير من النصائح مثل التي ذكرت في المقال، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ليس هناك ردود قوية معينة، لأن كل رد يناسب موقف معين.
- كيف ارد على كلام سيئ؟ الرد على الكلام السيء له العديد من الطرق، اشهرها أن تتجاهل ذلك الشخص وكأنه ليس موجودا مما يجعله يشعر بالاستياء ويشعر أنك تقلل من شأنه، أو يمكنك ان تسامحه وان تدعو له وأن تعفو عنه أو يمكنك ان ترد بنفس ما قيل لك. والخيار لك في النهاية.
لتغيير حياتك وتكون إنسان أفضل، عليك بقراءة المقال:
ملخص مقال فن الرد في الشات
إلى هنا نكون وصلنا ختام هذا المقال بعد التعرف على جميع المعلومات التي تخص كيفية الرد في المحادثات الإلكترونية وبعض النصائح عن فنون الرد بشكل عام، وتذكروا دائما ان تعلم فنون الرد لا يكون بهذه السهولة، بل يتطلب الصبر والمثابرة حتى يكون لك مخزون جيد من المواقف التي تفيدك لاحقا.
ومن خلال موقع طور نفسك نرشح لك قراءة هذا المقال أيضا: