حب العزلة والصمت في علم النفس

حب العزلة والصمت في علم النفس شيء يفكر فيه الكثيرون، فهل هو خطير؟ وما معناه في الأساس؟ وهل هذا الأمر يتطلب العلاج أم أنه عادي؟ كل هذا وأكثر نتعرف عليه في هذا المقال.

حب العزلة والصمت في علم النفس

من المهم أن تعلم في البداية أن العزلة في بعض الأوقات قد تكون عادية جدا حتى إنها طبيعة بشرية وبعض الأشخاص قد لا يكونون يعانون من أي مشاكل، ولكنهم يفضلون العزلة والصمت.

ولكن عند الحديث عن علم النفس والتعريف الأساسي لها، فيمكن القول أن تعرفيها في علم النفس يعني أنه نمط من العجز الاجتماعي والشخصي الذي يميل فيه الشخص بالانعزال لقلة تكوين العلاقات بالإضافة لحدوث بعض التشوهات الإدراكية والمعرفية والانحراف السلوكي.

على الجانب الآخر إن الحالات ليست ثابتة وليس كل الأشخاص الذين يفضلون الانعزال ويفضلون الصمت يكون أمراض نفسيين فإن ذلك ليس له علاقة من الأساس، فهناك عدة أنماط من الشخصية ومنها الشخصية الانطوائية التي تتميز بهذه الصفات الملحوظة.

على الجانب الآخر، من الطبيعي أيضا أن يقرر الإنسان في بعض الأوقات أن يكون منعزلا قليلا حتى يعود إلى نفسه ويفكر في كل شيء ويتمكن من تصفية ذهنه، ولكن ذلك على الحد المعقول فقط.

حيث أن الإنسان الذي يفضل العزلة ويفضل الصمت دائما ويستمر على هذه الحالة لمدة طويلة جدا، فإن ذلك يزيد من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض النفسية أشهرها مرض الاكتئاب أو الوسواس القهري في بعض الأوقات وليس دائما.

وبالتالي فيجب العلم أن هناك بعض الأجزاء التي يجب القلق منها وبعض الأجزاء التي قد لا تجعلك تقلق من الأساس، الشيء الأول إذا كانت شخصيتك مرحة وتحب الخروج دائما ثم تغيرت إلى الانعزال والصمت، فعلى الأغلب أنت هنا تعاني من مشكلة ويجب عليك أن تحاول الخروج للعالم وأن تحاول أن تعود كما كنت لتفهم ما يجري.

ولكن إذا كنت من الأشخاص أصحاب الشخصية الانعزالية أو الشخصية الانطوائية كما يسميها علماء النفس فإن ذلك لا يتطلب القلق من الأساس، لأن أنماط الشخصية كثيرة، والشخصية الانطوائية كثيرة جدا، حتى أن بعض الدراسات قد تؤكد أن شخص من ثلاثة أشخاص له ميول انطوائي.

ومن خلال موقع طور نفسك نرشح عليك قراءة هذا المقال أيضا: كيف أتعامل مع ابني الشاب

الفرق بين الانعزال والانطواء

عند الحديث عن الأعراض الأساسية لهذه المشكلة فيمكن تلخيصها من خلال المقارنة التالية.

الشخص المنعزل:

  • شخص لا يمتلك العلاقات مع الآخرين.
  • يبتعد عن المواقف الاجتماعية التي تتطلب التواصل مع الغير مثل المناسبات أو غيرها من الأوقات.
  • يرفض المجازفة أو تجربة شيء جديد.
  • يميل إلى جميع النشاطات التي تكون منفردة.
  • يتردد عند الحديث مع الآخرين.
  • على الأغلب يفتقر إلى تقدير الذات.
  • يخجل من المواقف الاجتماعية.
  • عدم الاهتمام.

الشخص الانطوائي:

  • شخص يمتلك عدد قليل من الأشخاص ولا يفضل تكوين علاقات كثيرة.
  • يكون هذا الشخص هادئ تماما وأكثر تحفظا ويحب العمل وحده.
  • لا يفضل التواجد في مجموعات كبيرة من الأصدقاء ويفضل الذهاب مع صديق أو إثنين فقط.
  • التأمل دائما.
  • عدم الاهتمام.

وفي الحقيقة، هناك المزيد من الصفات الأخرى التي يمكن أن نضعها في القائمة عن الشخصية الانطوائية والشخصية الانعزالية، لأنه في النهاية نجد أن الشخصيتين متقاربتين بشكل كبير جدا حتى أن الاختلافات بسيطة جدا.

ونرشح لك أيضا: كيفية تقوية الشخصية والتخلص من الخجل

هل العزلة عن الناس نضج فكري ، أم مرض نفسي ، أم هروب من الواقع؟

يتناقل العديد من الأشخاص بعض المعلومات عن حب العزلة والصمت في علم النفس وعن أنها في أغلب الأوقات تعني أن ذلك الشخص مريض نفسي أو يهرب من الواقع، فهل هذا حقيقي؟

يجب العلم أولا أن الإجابة على هذا السؤال ليست ثابتة، فهناك بعض الأوقات التي ينعزل فيها شخص عن الناس ويكون ذلك نضج فكري لأنه لا يجد تقديرا أو لا يجد أشخاص يفهمون، وعلى الجانب الآخر قد يكون فعلا مرض نفسي، وعلى الجانب الآخر أيضا قد يكون هروب من الواقع.

بالتالي فإن الإجابة على هذا السؤال ليست ثابتة وتختلف من شخص إلى آخر حسب حالة العزلة والانطوائية التي يمتلكها. بالتالي فيمكن القول أن الإجابة تشمل جميع المعلومات التي ذكرت لكن بنسب متفاوتة.

نقترح عليك أن تقرأ: تقوية الشخصية وعدم الخوف

فوائد العزلة عن الناس

على الرغم من أن العزلة والانطواء في بعض الأوقات يمكن أن يكون له أضرار كثيرة، ولكن على الجانب الآخر له بعض الفوائد ومنها التالي.

  • تساعد الإنسان ليتمكن من التأمل واختيار كلماته بشكل صحيح وأن يكون أكثر ذكاءا وتركيزا.
  • تزيد القدرة على التفكير في المستقبل والتفكير في كل شيء.
  • تزيد من راحة البال والفكر بشكل كبير.
  • التفرغ للعبادة تعد من فوائد العزلة في الإسلام.
  • تساعد في الشفاء من مشاكل كثيرة.
  • تجعل الإنسان يمكنه أن يستمتع بأشياء تحدث حوله.
  • العزلة راحة نفسية للكثيرين.

لذلك لو تسأل نفسك أو تسأل أحد عن أحب العزلة والهدوء، فيجب العلم أنها على الرغم من بعض الأضرار إلا أنها لها فوائد كثيرة ولكن يجب أن يكون كل شيء بشكل معقول فقط.

للمزيد من الفائدة نرشح لك المقال المميز: كيف أقوي شخصيتي ولا أبكي

الرغبة في الانعزال عن الناس

بعد التعرف بالتفصيل على المعلومات الكاملة التي تخص حب العزلة والصمت في علم النفس، لا يزال هناك الكثير من المعلومات عن الأسباب الأساسي المتوقعة.

  • يمكن القول أن الشخص الذكي تزداد من احتمالية أن يكون منعزلا مقارنة بالآخرين.
  • بعض العوامل الوراثية.
  • انخفاض احترام الذات وقلة الثقة في النفس.
  • الانتقال إلى مكان آخر وعدم معرفة أصدقاء جدد أو لم يتم التأقلم بعد.
  • حدوث الانفصال.
  • المعاناة من الإساءة والإهمال.
  • بعض العوامل البيئية.
  • أسباب أخرى.

وفي كل الحالات، من المهم أن تعلم جيدا أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تجعل الشخص يرغب في الانعزال منها أن تكون شخصيته شخصية انطوائية تفضل ذلك، بالتالي فلا يجب القلق على الأغلب إلا لو كان الأمر زائد عن الحد.

تأكد من قراءة المقال التالي لفائدة أكبر بكثير: كيف اثق في نفسي وشكلي

حب العزلة والصمت ومتى تزور الطبيب؟

في بعض الأوقات، من المهم أن تكون استشارة الطبيب شيء أساسي جدا إذا استمر المرض لمدة طويلة أو كانت العزلة زائدة عن الحد تؤدي لكل بعض الأفكار الغريبة أو تزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والحزن.

كما من المهم أيضا أن تحاول طلب المساعدة إذا كانت أسباب العزلة الأساسية هي قلة الثقة بالنفس أو بعض المشاكل النفسية أو حتى الحزن الشديد حتى لا يزداد الأمر عن حده، وتزداد احتمالية الإصابة بالاكتئاب.

وفي ختام هذا المقال الشامل الذي تناولنا فيه المعلومات الكاملة التي تخص حب العزلة والصمت في علم النفس، يجب العلم أن العزلة والصمت في بعض الأوقات قد تكون جيدة جدا لأن الهدوء مهم للإنسان، ولكن ليس دائما بالطبع.

المصادر:

  1. Isolation (psychology)
  2. The psychology of silence and how it can help us

أضف تعليق