تطوير الذات

تطوير الذات من المهارات الأساسية ومن الأشياء التي تتطلب العمل المستمر طوال الحياة، لأن لا شيء يظل على حالة وكل ما حولنا يتغير يوما بعد يوم، وفي هذا المقال الشامل تتعرف على أسرار التنمية الذاتية كاملة.

تطوير الذات

يمكن التحدث عن التطوير الذاتي باعتباره مجموعة من الخطوات والأشياء التي يقوم بها الإنسان حتى يطور من نفسه ويكون إنسان أفضل، ويتمكن من أن يضمن فعالية لمستقبله وحياة أكثر إيجابية وعالية الجودة.

وإن هذا الأمر في غاية الأهمية لأنه حسب التسلسل الهرمي الخاص بـ ماسلو نجد أن الاحتياجات الأساسية في أسفل الهرم هي تناول الطعام والشراب والنوم وأساسيات في الحياة، ونجد التنمية الذاتية تحتل المركز الرابع.

التخطيط:
إنها خطوة تطوير الذات الأولى التي يجب أن يقوم بها الإنسان، فإن التخطيط لهدف معين ليس شيئا بسيطا يمكن الاستهوان به، لأن عملية التخطيط تضمن تحديد طريق مناسب لتلك المهمة.

والمقصود بالتخطيط أن يضع الإنسان تواريخ معينة وبعض الدراسات بينه وبين نفسه عن الهدف الأساسي الذي يجعله يريد تطوير ذاته، ومن ثم عليه أن يتبع تلك الخطة التي قام بكتابتها.

تحسين الرؤية:
المقصود بتحسين الرؤية أن الإنسان دائما تتغير نظرته في مهمات معينة في الحياة كلما تقدم به العمر وكلما اكتسب مهارات إضافية، وبالتالي فعندما تضع خطة تطوير الذات الخاصة بك، فعليك أن تحسن رؤيتك من تلك الخطة من جميع النواحي.

فمن الممكن أن تضع خطة بينك وبين نفسك وتقول أنك تريد أن ترتقي لأعلى الدرجات في الوظيفة الخاصة بك، لكن بمرور الوقت تجد أن تلك الوظيفة ليست مناسبة لك وتتركها، وكل ذلك الوقت انتهى بلا أي فائدة وبالتالي فإن التخطيط وتحسين الرؤية الخطوات الأساسية.

تسجيل التطور:
بعد الانتهاء من وضع خطة التطوير، تأتي الخطوة التالية هي تسجيل التطور أول بأول، فيجب أن تكون خطتك تحتوي على أرقام معينة مثلا تكتب في ورقة أريد أن أتعلم اللغة الإنجليزية بعد مرور عام واحد من الآن.

وبعد مرور الوقت والبدء في هذا الهدف، يتم مراجعة تلك الخطة والتأكد أنها تسير على ما يرام أم لا، فإن كان فيها تأخر أو مشاكل فيتم تعديلها للوصول لذلك الهدف حسب الخطة الموضوعة ويجب الالتزام.

تطوير العقلية:
بينما خطة التنمية الذاتية تسير على ما يرام، يجب على الإنسان أن يطور عقله ويتم ذلك من خلال قراءة كتب التنمية الذاتية، وقراءة أهم المعلومات العامة حتى يجعل عقله ينمو.

حيث أن قراءة الكتب ومعرفة تجارب الغير يمكنك من تجنب أخطاء الأشخاص الآخرين، وبالتالي توفير الكثير من الوقت والكثير من الجهد وضمان الوصول لأفضل نتيجة في تطوير ذاتك في أقل وقت ممكن.

الثقة بالنفس:
هذه المهارة أساسية يجب أن تتعلمها إذا كنت تريد تطوير ذاتك، فبعد البدء في الخطة التي تريدها وبمرور بضعة أشهر ستجد أنك لا تستطيع الإكمال وتشعر بإحباط شديد، ولكن لا داعي للقلق لأن هذا طبيعي.

حيث أن من يريدون تطوير ذاتهم كثيرون جدا ولكن نسبة صغيرة هي التي تتمكن من الإكمال لنهاية وتحقيق ذلك الحلم، فيجب أن تعزز ثقتك بنفسك وإن تتفاءل وأن تكمل تلك الخطة مهما حصل.

ومن خلال موقع طور نفسك نرشح عليك قراءة هذا المقال أيضا: كيف تقوي شخصيتك وثقتك بنفسك ولا تكترث بآراء الغير

تجنب المشتتات:
في رحلة تطوير الذات، من المتوقع أن تأتيك مشتتات كثيرة مثل توقف أو تأجيل خطة أو تأجيل الأعمال التي تريدها، أو تأجيل قراءة كتاب أو تأجيل سماع محاضرة، وغيرها من المشتتات الأخرى.

في بعض الحالات الأخرى، من المتوقع أن يظن الشخص إنه يجب أن يضع أكثر من خطة ويسير عليها في نفس الوقت حتى يوفر من وقته، ولكن إن التشتيت والقيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت سيؤخر الوصول لكل المهمات.

وينصح دائما عدم تغيير الأهداف التي قمت بوضعها والانتهاء بتلك الأهداف أول بأول وإضافة أهداف متعلقة بها، ولكن لا يجب التسرع في خطتك.

تنظيم الوقت:
واحدة من أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها كل شخص منا، فإن الإنسان غير القادر على تنظيم وقته، لن يستطيع تطوير ذاته مهما فعل.

ويجب العلم أن الدقيقة التي تمر من الحياة لن تعود مرة أخرى، وبالتالي فيجب استغلال كل دقيقة في شيء مفيد وتجنب تشتيت الذات من خلال الهواتف أو سماع أشياء ليس لها فائدة أو تضييع الوقت في أي شيء بشكل عام.

نقترح عليك أن تقرأ: التخطيط وتنظيم الوقت

العناية بالصحة:
لا يمكن التحدث عن تطوير الذات بدون التركيز على أهمية العناية بالصحة الجسدية، حيث أن الإنسان الصحيح جسديا سيكون صحيح عقليا ومن هنا تأتي الفائدة.

وبالتالي فمن المهم ممارسة التمارين الرياضية أول بأول وأن ينام الإنسان لفترة كافية، وأن يتناول الأطعمة الصحية التي تفيده وتغذي عقله وتبني شخصيته.

مواجهة الخوف:
من المتوقع أن تأتي إليك العديد من الأفكار السلبية المحبطة المتكررة والتي لا يمكن التنبؤ بها، لكن يجب العلم أن كل ذلك مجرد أفكار يمكنك التغلب عليها، ويمكنك أن تستمر.

وكما يقولون، لن تعلم النتيجة ما لم تجرب، وبالتالي يجب الاستمرار مهما حصل وإعادة الحسابات أكثر من مرة، ومواجهة الخوف والتحلي بالشجاعة الكافية.

ونرشح لك أيضا: كيف أزيل الخوف من قلبي

اعط نفسك فرصة:
الأشخاص الناجحين لم يكونوا ناجحين في ليلة وضحاها، إيلون ماسك على سبيل المثال كان من وهو صغير يقرأ العديد من الكتب وكان مدمنا على التعلم، وذلك أفاده في المستقبل عندما أصبح شخص راشدا.

بالتالي فلا يجب الاستعجال، ويجب أن تعطي نفسك فرصة كافية وأن تصبر لمدة مناسبة حتى تصل للهدف الذي تريد، الهدف الذي يجعلك تتمكن من تطوير الذات.

تجنب المقارنات:
إن الأشخاص الناجحين أصبحو ناجحين بعد الاستمرار لمدة طويلة وبعد تخطي العديد من الصعوبات والعديد من المشاكل، وإن الفئة الكبيرة من الأشخاص يعلمون الجانب المشرق فقط من القصة ويعلمون النجاح ولا يعلمون الصعوبات التي مر بها الشخص.

بالتالي أنت أيضا لا يجب عليك أن تقارن نفسك بالآخرين لأن لكل شخص فرصة ولكل شخص إمكانيات ولكل شخص ظروفه الخاصة التي قد تساعده أو لا تساعده، فاحرص على أن تقارن نفسك بنفسك وليس بأحد آخر.

التعلم من الخطأ:
الجميع يخطئ وهذا عادي جدا ويحصل دائما، ولكن الناجحين فقط هم الذين يستطيعون التغلب على تلك الأخطاء ومعرفة الأشياء التي جعلتهم يفشلون ومن ثم يقومون باستغلالها بالشكل المناسب.

تعلم مهارات التواصل:
إن التواصل مع الآخرين بالشكل المناسب يعطيك إمكانية لتتمكن من تطوير ذاتك وتنمية ذاتك وتحصل على فرص كثيرة في الحياة بالأخص عند اختيار الأشخاص المناسبين للتواصل معه.

اتخاذ القرارات بعد التفكير:
ستأتي عليك أوقات كثيرة في حياتك لا تستطيع اختيار القرار المناسب، ومن هنا يكون التحدي ويجب أن يختار الشخص القرار الصحيح في الوقت الصحيح ليتمكن من الوصول لما يريد.

للمزيد من الفائدة نرشح لك المقال المميز: 

مراحل تطوير الذات

تعرفنا خلال الأسطر السابقة على الخطة الكاملة للتطوير الذاتي وكانت بشكل تفصيلي، ولكن يمكن اختصارها في ثلاثة مراحل أساسية للتطوير وهي ما يلي.

مرحلة التفكير وتحديد الهدف:
هذه هي المرحلة الأولى وهي مرحلة في غاية الأهمية ويجب على الشخص أن يفكر جيدا في الهدف الأساسي من تطوير الذات الذي يريد الوصول إليه، وأن يركز على هدف معين أو أهداف يريدها.

وإن التركيز في هذه المرحلة أمر في غاية الأهمية، لأن اختيار هدف غير جيد سيأتي بنتيجة عكسية وسيضيع الشخص الكثير من الوقت في حياته المستقبلية سيندم لأنه لم يستغله.

على سبيل المثال، إن أحد الأشخاص مثلا يريد أن يطور ذاته حتى ينجح في المشروع الذي قام ببنائه، ولكن بعد مدة طويلة يمكن أن يكتشف أن ذلك المشروع كان قرار خاطئ ومن ثم سيندم على ما حدث، ومن هنا نؤكد مرة أخرى أن اختيار الهدف أمر في غاية الأهمية.

مرحلة التنفيذ:
وأما هذه المرحلة فإنها من مراحل تطوير الذات غاية الأهمية وتتم من خلال وضع المعطيات ووضع الأسس التي سوف نسير عليها في رحلة التطوير، والتي يجب الالتزام بها.

من المتوقع أن تواجهك العديد من العقبات والعديد من المشاكل في مرحلة التنفيذ، وإن الكثيرون يمكن أن يتوقفون وينسحبون من هذه النقطة، ولكن الشخص الناجح هو الذي سيكمل ليحقق ما يريد حتى لو تأخر.

مرحلة التقييم:
بعد البدء في مرحلة التنفيذ، تأتي مرحلة التقييم ويجب أن يقيم الشخص ذاته مرة كل أسبوع أو كل شهر ويقوم بإحصاء التقدمات التي قام بها، مثلا تسأل نفسك “كم كتاب تطوير ذات قرأت حتى الآن؟”

وإن مرحلة التقييم في غاية الأهمية لأنها تجعلك تنظر للخطة التي تسير عليها وتتأكد هل هي خطة جيدة وفيها تقدم أم أنها تحتاج لإعادة هيكلة وتغييرات فيها.

ونرشح لك أيضا:

خطوات تطوير الذات

بعد أن تناولنا بالتفصيل كل ما يجب فعله لتنمية الذات، فيمكن الآن اختصار كل السابق في مجموعة خطوات إضافية بسيطة، وذكر نصائح أخرى خلال ما يلي.

  • يجب تعلم لغة الجسد وقراءة الكتب التي تتحدث عنها، فإن لغة الجسد أمر في غاية الأهمية يجعلك تفهم الشخص أمامك ويجعلك تفهم نفسك وكيف تتعامل وكيف تتكلم.
  • يجب الحرص على أن تكون أنيقا في مظهرك وأن تكون نظيفا من خلال الاستحمام يوميا وارتداء ملابس جيدة تناسبك، ملابس مريحة أكثر مما هي ذات مظهر جيد.
  • يجب عليك أن تختار الأشخاص المناسبين لتصادقهم، لأن الصديق المناسب سيجعلك تطور من ذاتك وتحسن من نفسك وتصل للأفضل.
  • مهارة جيدة يجب أن تتعلمها وهي أن تسمع أكثر مما تتكلم، فينصح دائما أن تصمت قليلا وتدع من أمامك يتكلم ويقول ما في داخله، وعندها يمكنك الحديث وستجد أن الأمر ممتاز وتحصل على معلومات كثيرة.
  • من المهم أن تتحلى بالمرونة حتى تستطيع تقبل التغيرات التي تحصل أو أي أشياء في الحياة قد يؤدي لتعطيل خطة تطوير الذات أو فشلها ويجب أن تتعامل مع ذلك.
  • من المهم أن تحفز نفسك دائما يوميا وتقول لنفسك عبارات تشجيعية وأن تكتب هدفك في غرفتك أو في مكان واضح أمامك.
  • ينصح الخبراء أن يجرب الإنسان ممارسة هوايات جديدة، فإن ممارسة الهوايات يعطيك إمكانية لتفهم ذاتك لتتمكن من التطور، وقد تكتشف أنك موهوبا في شيء لم تجربه.

للمزيد من الفائدة نرشح لك المقال المميز: 

تنمية الذات والثقة بالنفس

تحدثنا خلال الأسطر السابقة عن تفاصيل كثيرة تخص الثقة بالنفس وأنها أساسية لتطوير الذات، ونجد دائما أن هناك ارتباط وثيق ما بين الشخص الواثق من نفسه والشخص الناجح الذي تمكن من تطوير ذاته.

بالتالي فإن تعلم مهارات الثقة بالنفس وزيادتها لا يقل أهمية عن تعلم مهارات تطوير الذات. وبشكل عام إليك أهم تلك المهارات.

تجنب التفكير السلبي:
إن الأفكار السلبية أو الأفكار الإيجابية لهم تأثير كبير، بالتالي قدر الإمكان يجب محاولة تجنب الأفكار السلبية لأنها سوف تعرقلك وتمنعك من تطوير نفسك.

معرفة نقاط القوة:
إن أي إنسان بالتأكيد سيكون مميز في شيء ما مقارنة بالأشياء الأخرى، وإن كنت تظن أنك فاشلا ولا تثق في نفسك فيجب أن تعيد حساباتك وأن تنظر إلى نقاط القوة الخاصة بك وأن تنظر إلى نقاط الضعف وتحاول تنميتها.

تقبل نفسك:
قبل أن يفكر الشخص في تطوير ذاته وتطوير ثقته في نفسه، عليه أن يتقبل نفسه بما هي بالعيوب أو المميزات، فإن تقبل الذات يجعل الإنسان يستطيع إخراج أفضل إمكانياتها، وتذكر دائما أن الشخص الذي لا يثق في نفسه لن يثق فيه الآخرون.

مكافأة النفس:
عندما تقوم بمهمة، ينصح أن تكافئ نفسك وأن تتشجع لتلك المهمة، وحتى لو كانت مهمة بسيطة أو شيء قام به غيرك، فإن ذلك من شأنه أن يعطيك دفعة إيجابية للاستمرار في المستقبل.

عبارات تطوير الذات:
قد يظن البعض أن هذه العبارات ليس لها فائدة، ولكن إنها تأتي بتأثير قوي جدا لأنك يجب أن تقول لنفسك عبارات تجعلك شجاعا وتجعلك تتمكن من الاستمرار من خلال التشجيع الذاتي.

في ختام هذا المقال عن تطوير الذات، يجب العلم أن مهارات التطوير كثيرة وكل شخص يمكنه أن يختار المهارة التي يريد والمهارة التي تأتي بنتيجة جيدة معه في النهاية، ولكن الشيء المتفق عليه أن من يستمر سوف يصل.

تأكد من قراءة المقال التالي لفائدة أكبر بكثير: 

لماذا يجب أن تطور ذاتك؟

إن الدراسات العلمية الكثيرة الموجودة على هذه الجزئية لم تأت من فراغ، وإن الجهود الكبيرة المبذولة ليست من فراغ أيضا، ذلك لأن التطوير الذاتي له فوائد كثيرة وأهمها التالي.

زيادة الإنتاجية:
واحدة من أبرز الفوائد التي نحصل عليها من تطوير أنفسنا لأن تعلم هذه المهارات يجعل الإنسان أكثر إنتاجية وأكثر فائدة في الحياة.

الحصول على السعادة:
تزداد احتمالية أن يكون الإنسان سعيدا كل ما كان متطورا في حياته، وكلما كان ناجحا.

التغلب على الخوف:
في رحلة تقوية الذات من المتوقع أن يتمكن الإنسان من التغلب على مخاوفه وبالتالي يكون أفضل ويستطيع التعامل معها.

زيادة مستوى المعيشة:
كما علمنا إن التطوير الذاتي يجعل الإنسان أكثر إنتاجية، وبالتالي فإن ذلك يحسن من المستوى المعيشي للفرد مما ينعكس على المجتمع بشكل كامل.

التخلص من المشاعر السلبية:
تعد المشاعر السلبية من الأشياء الغير جيدة التي تلازم الإنسان دائما، وإن التطوير الذاتي ضمن التخلص من تلك المشاعر.

زيادة الثقة بالنفس:
الأشخاص الناجحون لديهم ثقة في أنفسهم وبالتالي يعيشون حياة أفضل ويتمتعون بصحة جيدة.

فوائد أخرى:
هناك العديد من الفوائد الأخرى والأشياء الإيجابية التي نحصل عليها من تطوير الذات، والتي قد تختلف من شخص إلى آخر على حسب الهدف الذي قام بوضعه.

قد يهمك: اسماء دورات تطوير الذات

المصادر: 

  1. مصدر 1
  2. مصدر 2 
  3. مصدر 3

رأي واحد حول “تطوير الذات”

أضف تعليق