التحرر من صدمات الطفولة

هناك العديد من المشاكل المختلفة التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، ولكن على الجانب الآخر يوجد مجموعة معينة من المشاكل هي التي يكون لها التأثير الأكبر على النفسية وبالأخص المشاكل في الطفولة.
لمن يسأل عن التحرر من صدمات الطفولة، في هذا المقال بالتفصيل سوف نتعرف على بعض الخطوات المضمونة التي تسهل التخلص من صدمة تم التعرض لها.

التحرر من صدمات الطفولة

الكثير منا يمكن أن يتعرض لبعض المشاكل أثناء الطفولة في مرحلة ما من حياته، ولكن على الجانب الآخر يوجد مجموعة معينة من المشاكل والصدمات التي تظل مع الإنسان لفترة طويلة وبالأخص تلك الصدمات المؤثرة نفسيا.

كما يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن صدمات الطفولة قد يتهاون معها بعض الأشخاص، باعتبارها شيء من غير مهم أو باعتبارها مبالغة، بينما الحقيقة أن بعض الأشخاص قد يكونون حبيسين تلك الأفكار التي تعرضوا لها بينما هم صغار أو بعض التجارب المؤلمة التي مروا بها.

ولحسن الحظ وبناء على العديد من الاخصائيين، فهناك بعض الاستراتيجيات المتبعة التي سوف تساعد بنسبة كبيرة على معالجة مختلف صدمات الطفولة، وهي التي سوف نتعرف عليها فيما يلي.

ركز واسترخي:
يجب أن تحاول الجلوس في مكان ما مناسب، وأن تقوم بإرخاء جسدك قدر الإمكان، وأن تحاول الجلوس في مكان لا يقاطعك فيه أحد وأن تكون مرتاحا مع اغلاق عينيك والتنفس بشكل عميق وأن تسترخي تماما حتى تستطيع التفكير في الأمر بشكل أفضل.

التفكير في الصدمة:
إذا كان هناك أي مواقف معينة أثرت عليك وكانت السبب في ذلك الشعور الذي تشعر به، فيجب عليك وأنت جالس أن تحاول استرجاع ذلك الموقف بالتفصيل، وأن تحاول أن تعيشه بكل الحواس وكل الأفكار بنفس الشكل عندما كنت فيه، حتى نبدأ الانتقال الى الخطوة التي تليها.

الشعور بالموقف:
لا يكفي فقط أن تحاول تخيل ذلك الموقف بالشكل الذي كان فيه، بل يجب عليك الاستمرار على التخيل وأن تحاول التفكير في الموقف وتلك الأحاسيس التي شعرت بها في ذلك الوقت وبالأخص ذلك الشعور الذي لا يزال يستمر معك حتى الآن والذي كانت تعتبره صدمة.

فكر في الشعور بالجسم:
بعض الأحاسيس أو صدمات الطفولة التي نشعر بها، قد يمكننا أن نقوم بربطها ببعضها الأحاسيس الأخرى، مثل الشعور بالسخونة في القلب أو الوجع في القلب وغيرها من الأحاسيس الأخرى الجسدية.

تقبل الشعور:
قد يعتقد البعض أن الهروب من هذه الصدمات قد يكون هو الحل المناسب، بينما على الجانب الآخر أن تقبل الشعور والتفكير في وإعطاء نفسك الفرصة الكافية، لأن يكون ذلك الشعور وكأنه جزءا منك سوف يكون دلالة جيدة على التعافي.

عبر وكن صريحا مع نفسك:
صدمات الطفولة التي يتعرض لها الإنسان ليست شيئا واحدا بل هي تتفرع في أمور كثيرة، بل أن صدمة قد تكون لشخص شيء تقليدي بينما لشخص آخر مر بها كانت صدمة العمر.

وبالتالي يجب ان تكون صريحا مع نفسك وأن تعترف بان هذه صدمة، وليس ان تهرب منها لأن خطوة الاعتراف تعتبر من الطرق الصحيحة التي تساعدك في تقبل ذلك الأمر.

فكر في الهروب:
يمكن القول أن النسبة الأكبر ممن تعرضوا الى الصدمات من الطفولة هم أولئك الأشخاص الذين لا يزالون حتى الآن يهربون من هذه الصدمة ولا يحاولون مواجهتها أبدا، بل يحاولون نسيانها أو تسلية أنفسهم بأي شيء آخر.

ولكن ذلك ليس شيئا صحيحا، بل يجب عليك أن تقوم بالتفكير في الهروب وعن الأسباب التي دفعتك بالتفكير في هذا الهروب، لماذا من الأساس لا تزال هذه الصدمة تؤثر عليك وما دوافعك في الهروب منها.

المشاركة:
هذه الخطوة اختياريه وتم الحديث عنها في المنتصف لأنك اذا كنت تمتلك أصدقاء مقربين أو شخص معين يمكنك مشاركته أحاسيسك، فقد تكون هذه الخطوة مثالية لحل مشكلة الصدمات و التحرر من صدمات الطفولة.

دعها تمضي:
لا يجب عليك الهروب من هذه الصدمة كلما أتت إليك، بل يجب التفكير فيها وأن تدعها تمضي في طريقها وكأنها شيء حدث في الماضي ولم يؤثرها في الوقت الحالي، ويجب عليك أيضا ان تحاول تجنب الأفكار السلبية والشعور بتأنيب الضمير او الشعور بالذنب أو استرجاع الاحاسيس في ذلك الوقت حتى تؤلم نفسك. بل يفضل في هذا الوقت أن تتقبل تلك الأفكار وأن تحاول اعتبارها جزء منك ومن ثم تتخلص منها في النهاية، والأهم أن تتقبلها أولا.

الانشغال:
خطوة في غاية الأهمية وهي محاولة الانشغال بالأمور التي يمكن أن تساعد على تشابه هذه الصدمة، فإذا كان الإنسان قد صدم في الطفولة بسبب التعرض للتنمر لأنه سمين مثلا، فيمكنه الانشغال في تحسين حالته الجسدية وممارسة التمارين الرياضية، حتى يتخلص من هذا الأمر الذي كان يشكل عائقا له.

بينما على الجانب الاخر، اذا كان الشخص تعرض للهجر أو الاعتداء أو الايذاء الجسدي، فهنا يمكن محاولة تجنب ذلك الشخص الذي سبب الصدمه أو يمكن تقبلها واتباع الاستراتيجيات التي سبق ذكرها.

البحث عن هدفك في الحياة:
في حقيقة الأمر أن الأشخاص الذين يمتلكون هدف معين في الحياة يريدون تحقيقه بغض النظر عن الظروف، سوف يساعدهم ذلك على تجنب صدمات الطفولة وتجنب المشاكل بمختلف الأحاسيس التي قد يمرون بها بما في ذلك صدمة الطفولة.

استشارة الطبيب:
يجب العلم أنه لا حرج أبدا في الحصول على استشارة طبية بما يخص صدمات الطفولة، وذلك لأن هذا الأمر ليس يقبل المزاح وهو من الأمور الطبيعية ولا يجب الشعور بالإحراج أبدا، لأن هناك فئة كبيرة من الأشخاص حول العالم لديهم صدمات طفولة أثرت عليهم في حياتهم كاملة.

وبالتالي إذا كنت تلاحظ بأن صدمة الطفولة التي تعرضت لها من الأمور المؤلمة والتي تؤثر على نفسيتك والتي تغير في شخصيتك والتي تستحوذ على تفكيرك طوال اليوم ولا تستطيع الهروب من هذه الأفكار، فيمكن استشارة الطبيب النفسي.

للمزيد من الفائدة نرشح لك المقال المميز: ما هو علاج التفكير الزائد

كيف اعرف صدمات الطفولة؟

تعرفنا على التحرر من صدمات الطفولة، ولكن هناك بعض الأشخاص الآخرين الذين يلاحظون أن هناك تغيرات ومشاكل مختلفة في شخصيتهم، ويعتقدون أن ذلك بسبب صدمات الطفولة، ولكنهم في نفس الوقت لا يعرفون ما هي الصدمات التي تعرضوا لها.

بينما في حقيقة الأمر إذا كنت شخصا لا تعرف ما هي صدمة الطفولة التي تعرفت عليها أو أنك مررت بها، فهنا يمكن القول أنك لا تمتلك صدمة من الأساس، ويفضل تجنب البحث وتجنب التفكير في هذا الأمر حتى لا تقنع نفسك بأنك تعرضت لصدمة ما وحتى لا تفكر كثيرا بمواقف قد تكون نسيتها ومن ثم تسترجعها مرة أخرى.

لكن في جميع الحالات عندما نريد المقارنة ما بين الصدمات العادية وما بين صدمات الطفولة المؤثرة التي تستمر طويلا، فيمكن ملاحظتها من خلال تلك المواقف التي تؤثر على نفسية الإنسان بينما كان صغيرا ومن ثم كبر وكبرت معه المشكلة، ولا يزال يفكر فيها بنفس الشكل ولا يزال يتاثر بها، وهنا يمكن اعتبار ذلك الموقف من صدمات الطفولة.

ملحوظة أخيرة تخص معرفة الصدمات، وهو أنه ليس هناك أي اشكال معينه لصدمات الطفولة من الأساس، لأن الأشكال تختلف بناء على الموقف الذي تعرض له الإنسان.

تأكد من قراءة المقال التالي لفائدة أكبر بكثير: سورة تمنع التفكير الزائد

أعراض صدمات الطفولة عند الكبار

لو تسأل عن التحرر من صدمات الطفولة، فأنت كذلك يجب أن تتعرف على أعراض هذه الصدمات التي تستمر إلى البلوغ، حيث يؤكد الأطباء أن تأثير صدمات الطفولة على الإنسان عندما يكبر تخضع للكثير من المنحنيات المختلفة بناء على الصدمة وبناء على قابلية التأثر بها.

فيما يلي سوف نتعرف على بعض النقاط الرئيسية التي يمكن أن تسببها صدمات الطفولة على الإنسان عندما يكبر، ولكن تذكر أن هذه الأعراض ليس شرطا أن تكون متشابهة مع الجميع، باعتبار أن بعض الأشخاص قد يعانون من صدمة الطفولة بينما لا تؤثر على حياتهم ألا داخليا فقط نفسيا ولا يخرج ذلك التأثير إلى أمور أخرى.

الإدمان واضطرابات الصحة العقلية:
هناك ارتباط وثيق وهناك نسبة كبيرة من أولئك الذين تعرضوا للصمامات طفولة، أن يعانوا في المستقبل من الاكتئاب ومن المشاكل الصحية والعقلية ومن الإدمان على أي أشياء وسلوكيات سلبية.

الانجذاب إلى العلاقات غير الصحية:
صدمات الطفولة التي تكون بسبب الأهل أو الذي تكون بسبب الأصدقاء أو بسبب الانعزال وغيرها التي تندرج تحت مصطلح الهجران، يمكن أن تدفع الانسان في المستقبل إلى أن ينجذب إلى علاقات عاطفية ليست صحية، ويعتقد انه مناسب لهؤلاء الأشخاص بينما الحقيقة أنه ينجذب إلى شخصيات مختلفة تماما ليست مناسبة مما يؤثر على نفسيته بطريقة سيئة.

تجنب العلاقات:
من عانوا في طفولتهم من بعض المشاكل مع العلاقات ومع ومن بعض الصدمات فهناك نسبة كبيرة انهم سوف يكبرون سوف يتجنبون مختلف العلاقات الأخرى بما في ذلك تجنب الآخرين والانعزال عنهم دائما.

المرض المزمن:
هناك علاقة وثيقة ما بين المشاكل النفسية والمشاكل الجسدية، لأن الإنسان الذي يعاني من صدمات الطفولة ومشاكل نفسية تؤثر عليه سوف يؤثر ذلك على صحته الجسدية بما في ذلك الإصابة ببعض الامراض او الإصابة ببعض المشاكل الصحية في العموم.

التفكير في الموقف نفسه كثيرا:
من الأعراض الواضحة لهذه الصدمات عندما يجبر الإنسان أن يستمر بالتفكير فيها بشكل لا ارادي، وان كلما حاول الانشغال يجد بأن هذه الأفكار تعود إليه مره أخرى وتسيطر على تفكيره و تسبب له الانزعاج.

وفي العموم أن نسبة التعرض للأعراض السابقة مختلفة تماما وليس شرطا أن يعاني منها الانسان الذي تعرض لصدمه ما في الطفولة، بل أن البعض كما ذكرنا قد يعانون من أعراض صعبة والبعض الآخر قد يعاني من مشاكل نفسية وألم نفسي، ولكن ذلك لا يظهر عليه خارجيا.

لتغيير حياتك وتكون إنسان أفضل، عليك بقراءة المقال: علاج التفكير الزائد والوسواس بالقران

أسباب صدمات الطفولة

علمنا بالتفصيل التحرر من صدمات الطفولة، وعندما ننتقل إلى الحديث عن أسباب صدمات الطفولة، فليس هناك مصادر كافية ناقشت هذا الأمر كما يجب العلم كذلك أن صدمات الطفولة من الأمور النسبية لأنها تختلف من شخص إلى آخر.

على سبيل المثال، بعض الأطفال قد يكون لديهم صدمة طفولة وخذلان بسبب الانفصال الأب والأم في الصغر، بينما بعض الأطفال الآخرين قد يمرون بنفس المشكلة ولا يتأثرون بهذا الأمر كثيرا و يتمكنون من التعايش معه في المستقبل.

بعض الأشخاص الآخرين قد تكون صدمة الطفولة بالنسبة لهم هي التعرض للتنمر في المدرسة او او التعرض الى الاعتداء أو لأي سبب آخر، بينما نسبة أخرى قد يكونون قد تعرضوا لمثل هذه المواقف ولم تعتبر صدمة طفوله بالنسبة لهم وتمكنوا من التعايش مع الأمر بالمستقبل.

ولهذا يمكن القول أن أسباب صدمات الطفولة أمر نسبي وليس سبب محدد، لأن أسبابه كثيرة جدا مثل الانفصال ومثل الاعتداء ومثل المشاكل ومثل تعرض الإنسان لبعض الصدمات في أشخاص كان يثق بهم ومثل التنمر وغيرها الكثير والكثير.

ومن خلال موقع طور نفسك نرشح لك قراءة هذا المقال أيضا: علاج التفكير الزائد والوسواس

تأثير صدمات الطفولة

على حسب ما يقول العديد من الخبراء، فإن التأثيرات التي تتركها صدمات الطفولة مع الإنسان عندما يكبر من الأمور النسبية، والتي لا تعتبر شيئا ثابتا أو قاعدة معينة يمكن تعميمها على كل الحالات، إلا أن الشيء المشترك بينهم أن الإنسان الذي تعرض لصدمة ما فهي سوف تؤثر عليه بطريقة ما.

وكما ذكرنا أعلاه في هذا المقال، أن التأثيرات هي أمور نسبية بين شخص وآخر، فهناك البعض الذين يدخلون في علاقات غير ليست صحيحة، والبعض الآخر الذين قد يصابون بالاكتئاب والبعض الآخر الذين قد يشعرون بعدم الثقة في أي إنسان والبعض الآخر الذين قد ينعزلون تماما.

للمزيد من الفائدة نرشح لك المقال المميز: كيف اتخلص من التفكير الزائد والوسواس

أسئلة طرحها الآخرون

بعد الانتهاء من المقال والتعرف على جميع المعلومات التي تخص مشاكل وصدمات الطفولة، فهناك المزيد من الأسئلة الأخرى التي تعتبر متعلقة بعنوان المقال عن التحرر من صدمات الطفولة، وهي ما يلي.

  1. كيف أعالج نفسي من صدمات الطفولة؟ هناك العديد من الاستراتيجيات المتبعة في العلاج من صدمات الطفولة، مثل ما سبق أن عرضنا في هذا المقال، ومثل الصبر وطلب المساعدة أو استعمال العلاج النفسي الديناميكي والعلاج السلوكي المعرفي او العلاج بالتعرض المطول وغيرها من الاستراتيجيات التي يتخصص فيها بعض الأطباء لأنها تتطلب متخصصين.
  2. كيف اعرف صدمة طفولتي؟ يمكن معرفة هذه الصدمة من خلال الخوف منها والبكاء أو صعوبة التركيز وسهولة الشعور بالخوف والرعب وصعوبة النوم عند التفكير في هذه المشكلة.
  3. كيف اعرف اني اعاني من صدمه نفسيه؟ لا أحد يستطيع اعطائك علامات معينة، لأنك وحدك من يمكنه ذلك من خلال الأعراض التي سبق ذكرها، وبالأخص عندما تتأثر كثيرا بهذه الصدمة المعينة مقارنة بأي صدمه أخرى تعرضت بها.
  4. هل صدمات الطفولة هي سبب أساسي للاختلال النفسي؟ في حقيقة الأمر هناك نسبة كبيرة ممن تعرضن لصدمات طفولة يعانون من مشاكل نفسية بالمستقبل، ولكن القاعدة ليست ثابتة لأن الناس تتأثر وتختلف بين شخص وآخر.

لتغيير حياتك وتكون إنسان أفضل، عليك بقراءة المقال: انا تعبانة نفسيا من كل حاجة

ملخص مقال التحرر من صدمات الطفولة

إلى هنا نصل نهاية المقال بعد مناقشة جميع المعلومات بشيء من التفصيل عن صدمات الطفولة وكيفية معالجتها وعن أسبابها، وتذكروا دائما أنه لا يشغل تقليل من هذا الأمر ولا يجب الاحراج أبدا من استشارة الطبيب، لأن هذه الصدمات قد تؤثر بشكل سلبي على حياة الإنسان في المستقبل.

ومن خلال موقع طور نفسك نرشح لك قراءة هذا المقال أيضا: كيف اطور من نفسي

أضف تعليق